النّزعة الحِکمیة فی الشّعرالجاهلی

وردتِ الحکمة فی الذکر الحکیم فی عشرین آیة من آیاته الکریمة مُشاراً الیها بانّها فضل اللّه و منّته یؤتیها من یشاءُ من عباده ... و ما أعظم الحکمة حین تخرج من الشاعر الّذی یجمع بین ملکة الشعر و بین نعمة الإیمان فحینئذٍ لشعره أثر السحر. و الحکمة کما قال الرسول (صلّی اللّه علیه و آله و سلّم) ضالّة المؤمن ؛ أمّا دراستنا هذه حول «الحکمة فی الأدب الجاهلیّ» تدور حول ما جادت به قریحة الشعراء من الأشعار فی مضمارالحکمة و فضائل أهل الجاهلیة و مثلهم العُلیا، کما اعترفنا فیها بمثالب العصرالجاهلی و بما اتّصف به أهل الجاهلیة من السّفه والغلظة والإنقیاد وراءَ الأهواء و مشیرینَ إلی أنّ الحکمة آنذاک کانت ولیدة التجربة المفیدة و البصیرة المستنیرة و الخیال الصافی و الصورة المنتزعة بما یحیط بالشعراء مع سهولة المعنی و جزالة اللّفظ و متانة السبک.